وناسه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عالم مناسب للاطفال

اذهب الى الأسفل

عالم مناسب للاطفال Empty عالم مناسب للاطفال

مُساهمة  بنت زايد الإثنين ديسمبر 17, 2007 1:28 pm

عالم مناسب للأطفال
في الأيام الماضية ناقشت الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة خاصة كيف يمكن الوفاء بوعد “عالم مناسب للأطفال” الذي قطعته على نفسها في عام 2002. وكثيرة هي الوعود التي أبرمتها بلدان العالم مع نفسها ومع بعضها البعض، ونادرة تلك الوعود التي أوفت بها. فالبلدان لم تفِ بوعودها لمنع انتشار السلاح النووي، وهي لم تحقق أهدافها في تخفيض الاحتباس الحراري، وأخفقت في وعودها لإزالة الفقر، أو تحقيق السلام، أو منع الحروب.

ولا تكمن المشكلة في أن كثيراً ممن يعطون الوعود ليست لديهم النية لتحقيقها، فهذه الوعود أهداف يستفيد الجميع من تنفيذها. المشكلة تكمن في أن من لديهم القدرة على تسهيل تنفيذ هذه الوعود، لا يريدون تحمل أعباء القيام بها، بل يفضلون أن يتحمل كلفها الغير. والمشكلة تكمن أيضا في أن الوعود ليست منبتة الصلة عن بعضها البعض.

فعالم يسوده السلام، ستختفي فيه الحروب، وعالم تطغى فيه العدالة، سيزول فيه الفقر، وعالم يسارع فيه الكبار إلى نزع أسلحتهم النووية هو عالم لن يجرؤ فيه الصغار على امتلاكها. العالم لن يكون عادلاً وفقيراً، ولن يكون سلمياً وحربياً في آن. وأكبر عائق أمام أن يكون العالم مناسبا للأطفال، هو عالم الفقر، وعالم النزاعات المسلحة، وعالم استلاب الضعفاء. فالبلدان التي تغتصب أراضيها بقوة السلاح، سيكون الرجل فيها فقيرا ومطحونا، كما المرأة، وكما الطفل.

والبلدان التي تفقر بالديون، وشروط التجارة غير المتكافئة، لن يتمكن الرجل، ولا المرأة، ولا الطفل فيها إلا أن يكونوا محرومين من شروط العيش الكريم. والعالم الذي يلوثه الكبار بفضلات صناعاتهم واستهلاكهم هو عالم ملوث لمن لا يملكون الصناعة، ولا يستطيعون الاستهلاك.

فكيف لا يكون مائة وخمسون مليونا من الأطفال أميين إذا كان بليون من البشر يعيش كل واحد منهم على دولار يوميا، وبليونان على أقل من دولارين يوميا. وكيف لا يموت أطفال الصحراء الإفريقية مبكرا إذا كان سكانها لا يجدون ما يقيم أودهم؟ وكيف لا يترك 13% من الأطفال المدارس مبكرا في ستين بلدا ناميا، إذا كان أهاليهم يعانون البطالة ويحتاجونهم للمساعدة في البقاء على قيد الحياة؟

النظرة التجزيئية إلى مشاكل العالم، تقيم سدودا دون حلها، وتعطي مهربا من إلقاء الضوء على أسبابها الحقيقية، وتسمح للدول الكبرى أن تدير العالم من خلال تدوير الفقر، والمرض، والجهل. وستبقى البلدان النامية مخدرة عن حل مشاكلها، ما دامت سجنت نفسها في أقفاص الوعود. فقطع الوعود من مصلحة الأقوياء ليس فقط لأنها تلهي الضعفاء فحسب، وإنما لأنها تجعلهم يبدون كالمحسنين المتفضلين.

الدول النامية تحتاج إلى وعود لإصلاح ما قد خربه الاستعمار، وما دمره الاستغلال. هذه هي الصيغة المعنوية التي بها يمكن ملاحقة الأقوياء لتسديد ديونهم، وإصلاح ما قد جنته أيديهم في حق الناس في البلدان النامية كبارا وصغاراً.
بنت زايد
بنت زايد
وناسه ماسي

المساهمات : 291
تاريخ التسجيل : 12/12/2007
العمر : 39

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى